/ الفَائِدَةُ : (75) /
24/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / اِسْتِعْمَالَات الأَسماء والصِّفَات الإِلهٰيَّة تارة علىٰ نحو الطريقيَّة وَأُخرىٰ علىٰ نحو الموضوعيَّة / إِنَّ الأَسماء الإِلٰهيَّة تارة تُطلق ويُراد بها المُسَمَّىٰ تقدَّست أَسماؤه وعظمت آلاؤه ؛ صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة ، وهذا هو المُنسبق من اِسْتِعْمَالَاتها . وأُخرىٰ تُطلق ویُراد بها نفس الأَسماء الإِلٰهيَّة . والاِسْتِعْمال الأَوَّل آلي ، والثَّاني موضوعي ؛ لكن الآلية والموضوعيَّة لا تكمن في الأَلفاظ ولا في المعاني ، وإِنَّما في ما وراء المعاني من واقع الأَسماء ووجوداتها وحقائقها الْمُقَدَّسَة ؛ فإِنَّه تارة يُنظر إِليها كآيات وعلامات للذَّات الإِلٰهيَّة ، وأُخرىٰ يُنظر إِليها بما هي هي . وإِرادة الْمُسْتَعْمِل للنَّحو الأَوَّل وتميِّزها عن إِرادته للنَّحو الثَّاني في السُّوَرِ والآيات القرآنيَّة وبيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وما تُذكر من شؤون وصفات للأَسماء الإِلٰهيَّة أَمر بالغ الأَهميَّة والثمرة والخطورة . وتمييز أَحد الاِسْتِعْمالين يعتمد علىٰ القرائن الحاليَّة والمقاليَّة . إِذَنْ : إِطلاقات الأَسماء الإِلٰهيَّة الواردة في بيانات الوحي ، تارة يُراد منها نفس الأَسماء الإِلٰهيَّة ـ وهي مـخلوقات شريفة ومهولة وعظيمـة ، في عوالـم كريمة صاعدة ـ ، وأُخرىٰ يُراد منها مُسمَّاها ؛ صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة ، وهو (تقدَّس ذكره) وراؤها وفوقها ، ومُهَيْمِن عليها ، وغنيّ عنها ، ومُـمِدُّها ، وهي مفتقرة ومحتاجة إِليه كحال سائر المخلوقات من هذه الجهة ، بل أَشَدُّ . ونُكْتَة هذه الفائدة لأَجل أَنْ لا يحصل خلط في مباحث المعارف والعلوم الإِلٰهيَّة . فانظر : بيانات الوحي المشيرة إِلى النَّحو الأَوَّل ، منها : 1ـ بیان قوله تعالىٰ : [اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] (1) . 2ـ بیان قوله جلَّ ذكره : [وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا] (2). 3ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «مَنْ صام أَوَّل يوم من شعبان وجبت له الجنَّة البَتَّة ... ومن صام ثلاثة أَيَّام زاره الله في عرشه من جنَّته في كُلِّ يوم» (3). وقـد أَوَّلَت بيانات الوحي الأُخرىٰ فقرة : «زاره اللّٰـه في عرشه» بـ : (زاره سيِّد الأَنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ) ؛ فإِنَّ طبقات حقيقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة ـ كطبقات حقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - هي : أوَائِل الصوادر ، والتَّجلِّيات والظهورات الأَعظم ، والصِّفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ ، فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة . ولاحظ : بيانات الوحي الأُخرىٰ المُشيرة إِلى النَّحو الثَّاني ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله عزَّ قوله : [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] (4) . ثانياً : بيان قوله عزَّ من قائل : [فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيل] (5) . ثالثاً : بيان قوله جلَّ قوله : [لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا] (6) . رابعاً : بيان قوله جلَّ اسمه : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ] (7). ودلالة الجميع واضحة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النور: 35. (2) الفجر: 22. (3) من لا يحضره الفقيه، 2: 92/ح1824. (4) الروم: 30. (5) فاطر: 43. (6) الأَنبياء: 22. (7) فاطر: 15